القطار ليس مجرد وسيلة نقل، بل مسرح متحرك يمتلئ بالقصص. في كل عربة، تجد مزيجًا من الناس: مسافر يقرأ كتابًا بصمت، آخر يحدّق من النافذة متأملاً الحقول، وعائلة تتبادل الطعام والضحكات.
خلال الرحلة، تتحول النوافذ إلى شاشات تعرض مشاهد متغيرة: قرى صغيرة، أنهار، وجبال تلوح في الأفق. الزمن نفسه يبدو مختلفًا داخل القطار؛ فبينما تتحرك القضبان بسرعة، يشعر الركاب أن الدقائق أطول وأكثر عمقًا.
القطارات أيضاً جزء من ذاكرة الشعوب. من القطارات البخارية التي كانت رمز الثورة الصناعية، إلى القطارات السريعة الحديثة التي تختصر المسافات بين المدن، ظل القطار شاهدًا على تطور الإنسان وسعيه لربط الأماكن.
رمزياً، القطارات التي تحمل الحكايات تذكرنا أن السفر ليس مجرد انتقال من نقطة إلى أخرى، بل رحلة مليئة بالوجوه والقصص، وأن كل مقعد بجانبنا قد يخفي رواية لم تُحكَ بعد.