الطائرات ليست مجرد وسيلة نقل، بل علامات عابرة تكتب على صفحة السماء. عندما تحلق، تترك خلفها خيطاً أبيض يشبه سطراً في كتاب مفتوح، يراه الناس من الأرض كأنه توقيع عابر.

في المطارات، يبدأ الحلم. حقائب تُجهّز، قلوب تخفق انتظاراً للقاء أو وداع، وأعين تتأمل اللوحات الإلكترونية بحثاً عن رقم الرحلة. أما في الجو، فالطائرة تتحول إلى مساحة صغيرة تجمع غرباء في رحلة واحدة، يشاهدون معاً الغيوم والجبال والبحار من نافذة واحدة.

الطائرات الحديثة تجسّد قمة التقنية البشرية: محركات جبارة، أنظمة ملاحة دقيقة، وتصميمات تجعل السفر أكثر أماناً وسرعة. لكنها أيضاً تجسد أحلام الإنسان القديمة بالطيران، تلك الأمنية التي بدأت بخيال ثم تحققت بجهد.

رمزياً، الطائرات التي ترسم السماء تذكّرنا أن حدود الأرض ليست نهاية الرحلة، وأن الإنسان بطموحه قادر دائماً على تجاوز الجاذبية، ليكتب قصته بين السحب.