الساعة ليست مجرد أداة لمعرفة الوقت، بل مرآة تعكس علاقتنا بالحياة وانتظارنا لما هو قادم. عقاربها تتحرك ببطء أو بسرعة حسب شعورنا، فاللحظات السعيدة تمر كأنها ثوانٍ، أما أوقات الانتظار فتبدو طويلة كالأبد.
في البيوت القديمة، ما زالت الساعات الجدارية تطرق أذن الساكنين مع كل دقة، وكأنها تذكير دائم أن الوقت لا يتوقف. وفي المعاصم، الساعات اليدوية لم تعد فقط لمعرفة الوقت، بل تحولت إلى إكسسوار يعبّر عن الذوق والهوية. أما الساعات الرقمية الحديثة، فهي ترافقنا في كل الأجهزة من الهاتف إلى الكمبيوتر، تُعلن باستمرار أن الزمن حاضر لا يغيب.
الساعات أيضاً تحمل قيمة رمزية. فهي تعلّمنا أن الصبر هو جزء من الزمن، وأن الانتظار لا ينفصل عن الأمل. كل دقة عقرب تعني أننا نقترب أكثر من لحظة ننتظرها، سواء كانت لقاءً عزيزاً، أو تحقيق حلم، أو حتى انتهاء محنة.
رمزياً، الساعات التي تقيس صبرنا تذكّرنا أن الوقت ليس عدواً، بل رفيقاً يسير معنا، وأن قدرتنا على الصبر هي التي تعطي الزمن معناه.